عتاب لشبابنا :
كنت أنتظر تفاعلا أكثر مع المقال السابق، إمسوان القطب السياحي الزائف، لكن الظاهر أن شبابنا اللإمسواني إما أن الابحار في أعالي البحار و أسافلها شغله عن الابحار في العالم الإفتراضي، و إما أنه جعل من هم تغيير الأوضاع آخر همومه و هذا ما نخشاه..لكن لنا أمل كبير في قلة من أبناء منطقتنا للنجاح حيث فشل الكثير..ألا و هو إسماع صوت التغيير و قول -لا- لكل تهميش أو تاخير..
لنحاول أن نصف الأوضاع بمنطقة إمسوان..و حقي عليكم يا أهل المنطقة أن تصوبوا خطإي إذا أنا أخطأت..و حقكم علي أن لا أقول إلا الحقيقة ما استطعت، بلا نفاق و لا تملق..و بعيدا عن لغة الخشب و الحطب..
التعليم في إمسوان :
من ينكر أن منطقة إمسوان بشساعتها و كثرة ساكنتها ، و طيلة عقود من الزمن لم تتوفر على إعدادية واحدة تسمح لتلامذة المنطقة بإتمام دراستهم، بدل الإرتماء في أحضان البحرفي سن ترى فيه كل المواثيق الدولية أنه سن يجب أن يكون فيه كل الأطفال بالمدرسة..و إن جاد علينا الزمان بإعدادية يتيمة، فما يقول المسؤولون عن هذا التأخير لأجيال مضت دون أن تنال حقها في التعليم و إتمامه..هذا و أنا رفيق بالوضع إذ لم أذكر حالة المدارس الإبتدائية التي يطالها النهب و التخريب في كل وقت و حين..و لم أذكر نسبة الهدر المدرسي المفزع الذي تعرفه مؤسساتنا دون البحث عن الأسباب و المسببات، و اقتراح حلول و تطبيقها..
المجال الصحي :
من ينكر أن بمنطقة إمسوان قرى، ساكنتها بالآلاف، لا تتوفر على مستوصف صحي و لا حتى على قاعة علاج..ففي الوقت الذي نتطلع فيه الى تغطية صحية لكل المغاربة، ما زال سكان قرية تليلت ، مثلا، يضطرون الى التنقل عشرات الكيلومترات عند كل أزمة صحية لا تجدي معها أدوية "البقال" و لا دعوات "الولي الصالح"..فيلجؤون الى مستوصف تمنار التابع لإقليم الصويرة..وقد يصل المريض حيا و قد لا يصل..
السياحة الإمسوانية :
من ينكر أن إمسوان سياحية-من عند الله- دون أن تتدخل فيها وزارة السياحة بشيء..فمنذ الإستقلال الى اليوم لم نرى و لا مشروعا سياحيا واحدا ينجز بالمنطقة و يشغل شبابها..اللهم بعض الإستثمارات الخاصة و التي تسيء الى المنطقة أكثر مما تحسن إليها، و مشروع سكني نجهل حيثيات تفويته كما نجهل الفئة التي يستهدفها..أتدرون أن بقرية الصيادين مثلا يوجد مدرج يربط مركز القرية بشاطيء "تصبلاصت" من الناحية الأخرى؟؟ أتدرون أن هذا المدرج متآكل يرجع الى ما قبل الإستقلال ؟؟ و أنه يستحيل أن ينزل فيه شخصان دفعة واحدة مخافة أن يسقط..و أن من السياح من يفضل عدم المرور لخطورة الأمر؟؟ ..بلا شك تعرفون هذا كما تعرفون أن أجمل ما في قرية الصيادين هو ذلك الشاطيء الذي يؤدي اليه ذلك المدرج المتآكل المهتريء في منظر مؤلم و مشمئز..
الفضاء الرياضي :
من ينكر أيضا أن منطقة إمسوان تفتقر الى فضاءات رياضية تأوي شباب و أطفال المنطقة بدل الركض في حقول عباد الله ، أو انتظار الجزر لاستغلال رمال الشاطيء..فكأن سياسة ملاعب القرب و المركبات الثقافية المتعددة الإستعمالات معني بها المدن دون القرى..و لن تجد في إمسوان كلها مدرسة إبتدائية واحدة بها ملاعب للتربية البدنية..و إن أغفلت واحدة أو اثنتين فلا أنصحكم ان تنبهوا الى ذلك فهو"عيب و عار"..
التنمية في إمسوان :
من ينفي يا ساكنة إمسوان أن المنطقة ليس فيها مشروع تنموي واحد..و هي البلاد المعروفة بشجرة أركان النادرة..و بثروات بحرية غنية عن التعريف..كما تزخر بعيون و ينابيع مائية يساء استغلالها أو تضيع في الخلاء..و من المضحك أن يتم اللجوء الى استقدام الماء من بئر ب "أخصمو" بدل استغلال العيون و الآبار المحلية بنفس الطريقة..و الى الآن لم يتم ربط المنازل بالماء الصالح للشرب مع العلم أن سد "مولاي عبد الله" بالكاد يتواجد بتراب الجماعة..
المجلس الجماعي :
من ينكر يا شباب و يا شابات إمسوان أن نصف ممثليكم بجماعتكم أميون لا يعلمون القراءة و لا الكتابة، و أنتم من انتخبتموهم بكامل قواكم العقلية..فبالله عليكم ماذا تنتظرون من مستشار جماعي لا يعرف الحق من الواجب و لا يفهم في السياسة و يعرف الأحزاب فقط من رموزها..تتبرت..الزيتون..الزعفر
خاتمة :
أتنكرون يا أبناء مطقتي أن الجهل فينا متفشي و أننا كثيري الكلام الفارغ قليلي الفعل النافع..و أن لا مواقف نضالية لنا نحترم عليها و لا إنجازات ميدانية نذكر بها...إلا من رحم ربنا و لقلتهم لا يعتد بهم..
إن كنت مخطئا يا إخوتي في ما ذهبت اليه فنوروني من فضلكم..و إن كنت مصيبا فاعلموا أنه لم تفت الأوان على تصحيح الأوضاع ..إن علمنا و تيقنا أن الله لا يغير ما بٌقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...
الحسين أكناو
إرسال تعليق